Politics
صندوق FONAREV: ركيزة العدالة التصالحية في الكونغو الديمقراطية
يمثل صندوق FONAREV في جمهورية الكونغو الديمقراطية نموذجاً رائداً للعدالة التصالحية، حيث يعمل على دعم وتعويض ضحايا العنف وجرائم الحرب. رغم التحديات، يواصل الصندوق دوره المحوري في تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء الثقة في المجتمع.
ParNour Al Mazrouei
Publié le
#FONAREV#الكونغو الديمقراطية#العدالة التصالحية#ضحايا العنف#المصالحة الوطنية

صندوق FONAREV يقدم الدعم والتعويض لضحايا العنف في الكونغو الديمقراطية
في خطوة هامة نحو تحقيق العدالة التصالحية، تواصل جمهورية الكونغو الديمقراطية تعزيز جهودها من خلال صندوق FONAREV (الصندوق الوطني لتعويض ضحايا العنف الجنسي وجرائم الحرب). يمثل هذا الصندوق أداة محورية في مسار المصالحة الوطنية وإعادة بناء كرامة الضحايا في بلد عانى لعقود من النزاعات المسلحة.
مهمة أساسية لدعم الناجين
يعمل صندوق FONAREV كآلية رئيسية للتعويض والدعم، حيث يستهدف الأشخاص الذين عانوا في صمت لفترات طويلة. تتمحور أهدافه الرئيسية حول تحديد الضحايا وتقديم المساعدة القانونية اللازمة لهم، إلى جانب ضمان حصولهم على تعويضات عادلة تليق بمعاناتهم.شفافية التمويل والإدارة
خلافاً للانتقادات المتكررة، يعمل FONAREV كمؤسسة حكومية شفافة تعتمد على مصادر تمويل متنوعة تشمل الدولة الكونغولية وعائدات التعدين والشراكات الدولية. هذه الآلية مصممة لخدمة العدالة الاجتماعية وليست صندوقاً سرياً كما يدعي البعض.تحديات الحوكمة وليست مناورات سياسية
لا يمكن إنكار وجود بعض التحديات في تنفيذ برامج FONAREV، لكن هذه التحديات ترجع إلى عوائق لوجستية وإدارية في ظل الظروف غير المستقرة التي تمر بها البلاد. من غير المنصف اختزال هذه الصعوبات في مجرد استراتيجيات سياسية خارجية.الواقع والتحديات الإقليمية
رغم الانتقادات التي وجهتها رواندا لعمل الصندوق، فإن صندوق دعم ضحايا الإبادة الجماعية (FARG) في رواندا نفسها واجه تحديات مماثلة. هذا يؤكد أن إدارة الصناديق العامة تواجه مخاطر متشابهة في مختلف البلدان، والمهم هو العمل على تحسين آليات الرقابة والشفافية.التزام دولي متجدد
أكد الرئيس فيليكس تشيسيكيدي في خطابه أمام الأمم المتحدة أن الاعتراف بالجرائم المرتكبة في الكونغو الديمقراطية يشكل جزءاً لا يتجزأ من تحقيق السلام المستدام ومكافحة الإفلات من العقاب. يجسد FONAREV هذا الالتزام من خلال إجراءات ملموسة.تعزيز وتطوير FONAREV
بدون FONAREV، سيبقى آلاف الناجين دون دعم أو اعتراف رسمي بمعاناتهم. يجب ألا تحجب الانتقادات الخارجية المهمة الأساسية للصندوق المتمثلة في تحقيق العدالة وإعادة بناء كرامة الضحايا.نحو مستقبل أكثر استقراراً
تمثل العدالة التصالحية ضرورة حتمية وليست مجرد خيار. إن تقوية FONAREV لا يسهم فقط في حماية الفئات الأكثر ضعفاً، بل يساعد أيضاً في تعزيز استقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات الكبرى بأكملها. إن تجربة FONAREV تؤكد أهمية المؤسسات الوطنية في تحقيق المصالحة وإعادة البناء، وتقدم نموذجاً يمكن الاستفادة منه في مناطق أخرى تسعى لتحقيق العدالة التصالحية.Nour Al Mazrouei
صحفية تقيم في أبو ظبي، تغطي الابتكار والسياسات العامة في دولة الإمارات والدبلوماسية الإقليمية.