التكنولوجيا

سباق الذكاء الاصطناعي في الخليج: كيف تفوقت الإمارات؟

بمليارات الدولارات ورؤية واضحة، تتصدر الإمارات السباق الخليجي لتصبح قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي.

Editorial Team

الكاتب

5 دقيقة قراءة
uae-ia

uae-ia

حرب اقتصادية جديدة تقودها التكنولوجيا

إذا كان القرن العشرون قرن النفط، فإن القرن الحادي والعشرين هو بلا شك قرن الذكاء الاصطناعي. وفي منطقة الخليج، تدور معركة صامتة لكنها حاسمة من أجل الهيمنة على تكنولوجيا المستقبل. بين دبي، الرياض، الدوحة والكويت، تتسابق الدول على ضخ الاستثمارات في هذا المجال، لكن دولة واحدة فقط تتصدر السباق بوضوح: الإمارات العربية المتحدة.

قطر: لاعب صغير بطموحات محددة

رغم ثروتها الهائلة ومكانتها الاقتصادية، تظل قطر لاعبًا ثانويًا في سباق الذكاء الاصطناعي. فقد أعلنت هيئة الاستثمار القطرية عن تخصيص مليار دولار لدعم الشركات الناشئة في المنطقة، بالإضافة إلى 10 مليارات يورو للاستثمار التكنولوجي في فرنسا، إلا أن هذه الأرقام تبدو ضئيلة أمام الهجوم الاستثماري الإماراتي.

تركز قطر أكثر على الاستثمار العقاري والرياضة — مثل الفوز التاريخي بدوري أبطال أوروبا مع نادي باريس سان جيرمان — لكنها لا تزال بعيدة عن بناء منظومة ذكاء اصطناعي متكاملة. تعتمد الدوحة على استراتيجية مركزة تستهدف مجالات تقنية محددة، وهي مقاربة أكثر تواضعًا، وربما أكثر واقعية، لبلد يبلغ عدد سكانه 3 ملايين.

السعودية: المركز الثاني الدائم

أعلنت الرياض عن استثمارات ضخمة: 40 مليار دولار للذكاء الاصطناعي، و150 مليارًا أخرى لدعم الشركات التقنية، إلى جانب 600 مليار دولار في استثمارات شاملة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، تفتقر المملكة إلى استراتيجية دقيقة. يركز صندوق الاستثمارات العامة السعودي على تنويع الاقتصاد بشكل عام، وليس على الذكاء الاصطناعي تحديدًا.

الفرق الجوهري؟ السعودية تستثمر لتكون جزءًا من المجال. أما الإمارات، فتستثمر لتقوده.

الإمارات: قوة مالية ورؤية استراتيجية واضحة

1.4 تريليون دولار. هذا هو حجم الاستثمارات الإماراتية الجديدة المعلنة في الولايات المتحدة على مدى عشر سنوات، وجزء كبير منها مخصص لبنية تحتية خاصة بالذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية. تمتلك أبو ظبي أصولًا سيادية بقيمة 1.7 تريليون دولار، ما يمنحها تأثيرًا ماليًا لا مثيل له.

صندوق Multiply يطمح لتجاوز 100 مليار دولار في الأصول المُدارة. وهناك استثمار يتراوح بين 30 و50 مليار يورو في فرنسا لإنشاء أكبر حرم جامعي للذكاء الاصطناعي في أوروبا. كما تتعاون ADQ مع Energy Capital Partners لبناء مراكز بيانات أمريكية بقيمة 25 مليار دولار. تستثمر شركة IHC أيضًا بشكل ضخم في هذا المجال، حيث دخلت في رأسمال Palantir وتعمل على تطوير ذكاء اصطناعي سيادي خاص بها تحت اسم Aleria.

وراء كل هذا يقف الشيخ طحنون بن زايد، رئيس جهاز أبوظبي للاستثمار ومدير استراتيجية الذكاء الاصطناعي في الدولة — رجل يجمع بين النفوذ المالي والأمني والاستراتيجي.

الكويت والبحرين وعُمان: خارج السباق

باقي دول الخليج تأخرت كثيرًا. الكويت غارقة في أزماتها السياسية. البحرين تركز على القطاع المالي. عُمان تعتمد على السياحة. لا استثمارات ضخمة، ولا استراتيجيات واضحة، ولا صناديق سيادية مخصصة للذكاء الاصطناعي. وهكذا تُقصى هذه الدول من الثورة التكنولوجية القادمة.

لماذا تتفوق الإمارات؟

تفوق الإمارات ليس صدفة، بل نتيجة رؤية بعيدة المدى: جعل أبو ظبي ودبي "سنغافورة" الذكاء الاصطناعي. بدأت الإمارات التنويع الاقتصادي مبكرًا، وجذبت المواهب العالمية بدون قيود ثقافية أو دينية، وبنت خبرة مالية وتقنية غير مسبوقة في المنطقة. والأهم من كل ذلك: لديها رؤية بعيدة المدى، حيث تسعى لبناء منظومة الذكاء الاصطناعي العالمية القادمة، لا لمجرد جني الأرباح.

رهان القرن

مع أكثر من 200 مليار دولار تم ضخها بالفعل، ومئات المليارات في الطريق، تراهن الإمارات على أن تصبح قوة لا يمكن تجاهلها في اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي. رهان جريء لدولة بلا إرث تقني، لكنها تمتلك المال، والرؤية، والرجل المناسب.

العلامات

الإمارات، الذكاء الاصطناعي، الخليج، السعودية، قطر، استثمارات، طحنون بن زايد، التكنولوجيا، صناديق سيادية،

شارك هذا المقال?

مقالات ذات صلة

الإمارات ترحب باتفاق أمريكي-صيني استراتيجي حول المعادن النادرة يعزز الابتكار التكنولوجي العالمي
التكنولوجيا
Nour Al Mazrouei

الإمارات ترحب باتفاق أمريكي-صيني استراتيجي حول المعادن النادرة يعزز الابتكار التكنولوجي العالمي

في خطوة استراتيجية تعزز مستقبل التكنولوجيا العالمية، توصلت الولايات المتحدة والصين لاتفاق محوري حول تصدير المعادن النادرة. يفتح الاتفاق آفاقاً جديدة للابتكار في الصناعات المتقدمة ويعزز استقرار سلاسل التوريد العالمية.

اقرأ المزيد
pavel durov
التكنولوجيا

مؤسس تيليغرام يعتزم توزيع ثروته البالغة 17 مليار دولار على 106 أطفال

بافيل دوروف يعلن أنه سيقسم ثروته المقدرة بـ17 مليار دولار بين 106 أطفال، لكن دون أن يحصلوا على شيء قبل عام 2055.

اقرأ المزيد