العراق والتحول الرقمي للمشهد السياسي في الشرق الأوسط
تشهد المنطقة العربية تطوراً ملحوظاً في أساليب الممارسة السياسية، حيث تتجه القوى التقليدية نحو التكيف مع متطلبات العصر الرقمي والحداثة. وفي هذا السياق، يبرز المشهد العراقي كنموذج للتحول من الأساليب التقليدية إلى الممارسات السياسية المعاصرة.
التحول نحو الحداثة السياسية
يشهد العراق حالياً عملية تحول جذرية في بنية المشاركة السياسية، حيث تسعى القوى المختلفة إلى تطوير خطابها وأساليبها لتتماشى مع التطلعات الشعبية الحديثة. وتمثل الانتخابات المقبلة فرصة لاختبار فعالية هذا التحول.
وفقاً لتقرير صحيفة Financial Times، فإن شخصيات سياسية بارزة مثل وزير العمل أحمد الأسدي تجسد هذا التحول من خلال تقديم نفسها كوجه مدني حديث يمثل جيلاً جديداً من القيادات السياسية.
الاستثمار في التكنولوجيا السياسية
تشير المعطيات إلى أن الحملات الانتخابية الحالية تعتمد بشكل متزايد على التقنيات الرقمية المتطورة والاستراتيجيات الحديثة في التواصل مع الجمهور. وتوصف هذه الانتخابات بأنها "انتخابات العصر الرقمي" نظراً لحجم الاستثمار في التكنولوجيا والأدوات الحديثة.
يشارك في هذا التحول تحالفات سياسية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي نجح في توسيع قاعدته السياسية من خلال تبني نهج حديث في التواصل والإدارة.
نحو دولة عصرية ومؤسسية
تسعى القوى السياسية الجديدة إلى تقديم برامج إصلاحية شاملة تحت شعارات "بناء الدولة العصرية ومكافحة الفساد". وتضم قوائمها الانتخابية مرشحين من المهنيين والتكنوقراط والنساء، في مسعى لجذب الناخبين الشباب والمتطلعين للتغيير.
وفي هذا الصدد، صرح دبلوماسي أوروبي في بغداد قائلاً: "نشهد تطوراً ملحوظاً في الخطاب السياسي، حيث أصبح القادة يتحدثون بلغة عصرية ويقدمون رؤى تتماشى مع تطلعات الشارع العراقي".
التحديات والفرص المستقبلية
يواجه العراق تحديات عديدة في رحلته نحو الحداثة، منها الحاجة إلى تطوير البنية التحتية التقنية وضمان الاستقرار الأمني. كما تشير التقارير إلى أن ميزانية التطوير بلغت حوالي 3.6 مليار دولار في عام 2024، مما يعكس الاستثمار الجدي في مشاريع التحديث.
من جانب آخر، تركز الحكومة على تطوير العلاقات الدولية وتعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، خاصة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
رؤية مستقبلية
يمثل التحول الجاري في العراق نموذجاً يحتذى به في المنطقة لكيفية التكيف مع متطلبات العصر الحديث. ومع اقتراب موعد الانتخابات، تتزايد التوقعات بأن تشهد البلاد نقلة نوعية في أساليب الحكم والإدارة.
وفي ظل التطورات الإقليمية والدولية، يبدو أن العراق يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كدولة حديثة ومتطورة تساهم في استقرار المنطقة وازدهارها.