اتفاق السودان النفطي: دروس في الدبلوماسية الاقتصادية والتكنولوجيا الذكية
في تطور يعكس أهمية الدبلوماسية الاقتصادية الحديثة، نجحت دولة جنوب السودان في التوسط لإبرام اتفاق ثلاثي مع طرفي النزاع السوداني لحماية منشآت النفط في منطقة هجليج، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكانية تطبيق نماذج مماثلة في الصراعات الإقليمية.
التكنولوجيا والأمن الطاقوي
يبرز هذا الاتفاق أهمية التقنيات الذكية في حماية المنشآت الحيوية، حيث تشير التقارير إلى أن منطقة هجليج تضم واحدة من أكبر منشآت دولة جنوب السودان النفطية، مما يتطلب حلولاً تقنية متطورة لضمان الأمان والاستدامة.
وقد استقبلت بورتسودان وفداً برئاسة توت قلواك، مستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية، لبحث آليات تأمين الاتفاق باستخدام أحدث التقنيات المتاحة.
الدبلوماسية الاقتصادية كنموذج
يقول الخبراء إن هذا الاتفاق يمثل نموذجاً متقدماً للدبلوماسية الاقتصادية، حيث نجحت المصالح المشتركة في تحقيق ما فشلت فيه عشر مبادرات سلمية منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.
وتشكل سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق حقول النفط في هجليج نقطة تحول في الصراع الذي أدى إلى مقتل نحو 150 ألف شخص وتشريد الملايين، وفق التقديرات الدولية.
الاقتصاد الرقمي والموارد الطبيعية
يبرز الباحث السياسي محمد أحمد أن الاتفاق كشف حقيقة أن "السودان لم يعد يملك سيادته على موارده الحيوية" دون تدخل خارجي، مما يستدعي تطوير نماذج جديدة للحوكمة الرقمية للموارد.
وتشير البيانات إلى أن إنتاج نفط دولة جنوب السودان وصل إلى ما يقارب المليون برميل يومياً، مع رسوم تصدير تصل إلى 23 دولاراً للبرميل عبر المنافذ السودانية.
نحو مستقبل تقني مستدام
يرى المحلل دوت ميوين ملونق كوال أن نقل المعارك إلى هجليج لم يكن مجرد تطور عسكري، بل "إعلان رسمي بأن الحرب أصبحت صراعاً إقليمياً مفتوحاً" يتطلب حلولاً تقنية ودبلوماسية متطورة.
ويؤكد الخبراء أن هذا النموذج يمكن أن يلهم تطوير منصات ذكية لإدارة الموارد الطبيعية في المنطقة، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والأمني على المدى الطويل.