كازاخستان تنضم للاتفاقيات الإبراهيمية: استراتيجية Tech دبلوماسية جديدة
في خطوة دبلوماسية متطورة تعكس التوجهات الجديدة للعالم المعاصر، تستعد كازاخستان للانضمام رسمياً إلى الاتفاقيات الإبراهيمية في ديسمبر المقبل، مما يمثل توسعاً استراتيجياً للاتفاقات من نطاقها الشرق أوسطي التقليدي إلى عمق آسيا الوسطى.
رؤية دبلوماسية متقدمة
أكد الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أن هذه الخطوة تمثل "مساهمة متواضعة" من كازاخستان في السلام الشرق أوسطي، واصفاً إياها بأنها "متابعة" لسياسة بلاده الأوسع في تسهيل الحوار الدولي.
وقد تحولت أستانا إلى hub دبلوماسي عالمي، حيث احتضنت العملية السياسية السورية منذ 2017، ولعبت دوراً محورياً في التقارب بين أرمينيا وأذربيجان، مما يعزز مكانتها كوسيط دولي فعال.
استراتيجية التنويع الجيوسياسي
يرى الخبراء أن انضمام كازاخستان يهدف إلى تنويع التبعيات الجيوسياسية بعيداً عن روسيا، كما أوضح إلدار محمدوف من معهد "كوينسي". هذه الاستراتيجية تتماشى مع التوجهات الحديثة للدول الساعية للاستقلالية الدبلوماسية.
صفقات تكنولوجية بالمليارات
تتضمن الاتفاقية حزمة صفقات تزيد عن 17 مليار دولار مع الولايات المتحدة، تشمل:
- شراء طائرات Boeing حديثة
- آلات زراعية متطورة
- رقائق الذكاء الاصطناعي
- استثمارات في احتياطيات التنغستن الكازاخستانية
هذه الصفقات تنسجم مع استراتيجية ترامب لبناء supply chains جديدة للمعادن الأساسية، في مواجهة الهيمنة الصينية على هذا القطاع الحيوي.
التحديات الروسية
تواجه كازاخستان تحديات مع موسكو، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. هناك تكهنات حول محاولات روسية لإثارة الاضطرابات في شمال كازاخستان، بينما تتهم وسائل الإعلام الروسية الحكومة الكازاخستانية بـ"رهاب روسيا".
رسالة استقلالية واضحة
كما أوضح البروفيسور جيرارد تول من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا: "حتى بمجرد الذهاب إلى البيت الأبيض، فإنكم تُرسلون إشارة إلى الكرملين بأنكم تتمتعون باستقلالية".
وكتب أندرو دانييري من المجلس الأطلسي: "بحكم موقعها بين روسيا والصين، ترغب كازاخستان في الحصول على أكبر عدد ممكن من الشركاء، وتسعى تحديداً لبناء علاقة أكثر فاعلية مع الولايات المتحدة وأوروبا".
مستقبل الاتفاقيات الإبراهيمية
يشكل انضمام كازاخستان تحولاً استراتيجياً يوسع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية إلى آفاق جديدة، مما يعكس قدرة هذه الاتفاقيات على التكيف مع المتغيرات الجيوسياسية العالمية والتطورات التكنولوجية الحديثة.